كيف يمكن قراءة الكتب؟



من الأشياء التي دائمًا ما نسأل أنفسنا عنها هي كيفية قراءة الكتب بشكل صحيح، وهذا ما نحاول الإجابة عليه عبر هذه الصفحة.

يوجد نوع هام من القراءة، في الغالب نعتمد عليه في إتمام قراءة الكتب، هذا النوع يعرف باسم "القراءة النقدية".

القراءة النقدية لا تعني بالضرورة نقد ما يقرأه الإنسان، إنما تعني ارتباط الإنسان بما يقرأ ويصبح جزء منه، بأن يسأل نفسه بعض الأسئلة مثل "ما الذي يحاول أن يقوله المؤلف؟ ما هو الجدال الأساسي المقدم في الرواية؟".

القراءة النقدية تتضمن تقديم حجة منطقية لتحليل وتقييم ما قرأه الشخص، مما يعني أن الأمر يتطلب مستوى متطور من الفهم والتركيز، وهذا ما يتعلمه الإنسان في القراءة النقدية، فهي عملية مستمرة لا تقف أبدًا.

المفتاح الأساسي في فهم أي عمل يبدأ من محاولتنا لاستيعاب أفكار الكاتب قبل أفكارنا الشخصية، أن نفهم قبل أن نصدر أحكامنا حول الكتاب. الكتب في ذاتها تجربة لصاحبها تستحق منّا عناء المحاولة لإدراكها كما أراد هو أن يخبرنا بها. لا يعني ذلك أننا مجبرين على الإعجاب بكل ما نقرأ في الكتب، ولكنه يعني أن نحاول على الأقل استنتاج ما أراده الكاتب، والقبول أو الرفض مسألة تخص الذوق الخاص بالشخص، ولا يحق لأحد إجبار البقية عليها. ولذلك فإن القراءة النقدية تساعدنا على فهم ما يقصده الكاتب بالتحديد، قبل أن نضع وجهة نظرنا في المكتوب.

كقاريء ناقد يجب عليك التفكير في التالي:
- ما الذي يقوله النص؟: بعد قراءة أي شئ يجب أن تكون قادرًا على تدوين الملحوظات، وإعادة صياغة بعض الأفكار بطريقتك للتذكير بالفكرة الأساسية.
- ما الذي يصفه النص؟: يجب أن تكون واثق من قدرتك على فهم النص بشكل جيد، حتى تكون قادر على استخدام أمثلتك والمقارنة بما كتبه الآخرون في هذا الموضوع.
- تفسير النص: يجب أن تكون قادرًا على تحليل النص كاملًا، وتخرج في النهاية بمعنى أو وجهة نظر عن النص.

تلك هي ببساطة خطوات قراءة الكتب بالاعتماد على القراءة النقدية، وتذكر أن هذه الخطوات تحتاج أن يصاحبها عملية تدوين، لذلك ستجد في المقالين الآخرين "تلخيص الكتب، مراجعة الكتب" ما تحتاج إليه بخصوص مسألة التدوين.